Main content

بقلم ربى شلبي وترجمة غسان مكارم

العناية الذاتية هي التمكين الجديد: أي المرأة التي تتحمل مسؤولية رعاية جسدها وعقلها وروحها. يسهل تجاهل إحتياجاتنا في أوقات التوتر وعدم اليقين، حين نحاول تلبية الأمور الملحّة وينتهي بنا الأمر بالشعور بنفاذ الطاقة. لكن ممارسة العناية الذاتية بشكل منتظم يبني الحيوية والتركيز والوضوح اللازمين لإدارة هذه الأوقات الصعبة.

قد تتساءلين إذا ما كانت العناية الذاتية ضرب من الرفاهية أو ربما فعل أناني. الإنغماس في ممارسات مريحة كالأكل أو الشرب أو وسائل التواصل الإجتماعي أو التسوق قد يجلب الراحة الفورية، لكنّها أنشطة قصيرة الأجل ولا تؤثّر بشكل مستدام على صحتك. العناية الذاتية هي إستثمارك في نفسك، من خلال روتين منتظم للأنشطة المفيدة التي تملأ خزان الطاقة بقطرات من الصحة والحيوية، وبمرور الوقت، يمتلئ خزانك وتصبحين أقوى.

تشمل العناية الذاتية مجموعة واسعة من الأنشطة البدنية والعقلية والعاطفية والروحية. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

العناية الذاتية الجسدية هي الإهتمام بالجسم:

  • التغذية الجيدة وضمان توفّر الغذاء الصحي عندما تشعرين بالجوع، وهذا ينطوي على الطبخ وتخطيط الوجبات في الغالب.
  • الإرتواء: هل تشربين كمية كافية من الماء؟ قد ترغبين في التخفيف من كل هذه القهوة والكحول الزائدة.
  • النوم: هل تنامين لوقت كاف؟
  • المشي: مارسي المشي بدلًا من إستخدام السيارة. لم لا تركنين سيارتك بعيدًا أو تستخدمين الدرج بدل المصعد؟
  • اللمس: ماذا عن التدليك الذاتي عند الخروج من الحمام؟ إنّها طريقة رائعة لإفراز الهرمونات التي تعطي شعورًا جيدًا.
  • الرقص: إرفعي صوت الموسيقى وارقصي كما لو أنّ أحداً لا يراك. الرقص الحر يتخلص من الطاقة السامة وهو نشاط عائلي رائع. كل ما يتطلبه الأمر هو٥-١٠ دقائق.

العناية الذاتية العقلية هي إراحة العقل:

  • التخلّص من السموم التكنولوجية: لم لا تجرّبين إطفاء هاتفك الساعة الثامنة مساءً، مثلًا، أو إبقائه صامتًا؟
  • الألعاب التقليدية: متى كانت آخر مرّة قمت فيها بتركيب بازل أو الإستمتاع بلعبة لوحية أو طاولة النرد؟ اللعب يساعد على إسترخاء الجهاز العصبي، حيث ينصب الإهتمام على الآني دون التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، كما يحفز العقل ويحسّن وظائف المخ.
  • القراءة: متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابًا لطيفًا؟ أو قد ترغبين بدلاً من ذلك الإستماع إلى "تيد توك" أو بودكاست أثناء القيادة.

العناية الذاتية العاطفية هي إيجاد منافذ غير مباشرة لمشاعرك:

  • الغناء: الغناء يرفع المعنويات ويتخلّص من الطاقة السلبية، جرّبي الغناء أثناء الإستحمام أو القيادة أو الطبخ أو التوضيب.
  • الفن والإبداع: أحب التلوين، فهو يريحني ويغيّر مزاجي. البعض يحب الحياكة أو الرسم أو التلوين.
  • الأفعال اللطيفة: متى كانت آخر مرة سمحت فيها لسيارة أخرى بالمرور أولاً؟ ماذا عن الإبتسام وقول مرحبًا لشخص غريب اليوم؟
  • الحديث الذاتي الإيجابي: أتنتبهين لحوارك الداخلي؟ إذا كان كلامك يحتاج إلى الرقابة، فقد ترغبين في تغييره. ماذا عن النظر إلى المرآة والبدء بمخاطبة نفسك بطريقة محبة وداعمة؟
  • المغفرة: لا تنتظري أن يقول الآخرون أنهم آسفون، تدربي على التسامح لأنه يحررك من السموم غير الضرورية.

العناية الذاتية الروحية هي التواصل مع الذات، ويمكن أن تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة إلى جانب الممارسات الدينية:

  • التنفس: يصبح تنفسنا سريعًا وضحلاً عند الحزن أو الإرهاق. خذي خمس دقائق من الراحة خلال النهار للتنفس بعمق وبطء. تأكدي من تساوي مدّتي الشهيق والزفير. ماذا عن القيام بذلك أثناء الذهاب إلى المرحاض؟
  • التأمل: التنفس والتأمل يسيران جنبًا إلى جنب. ويعتبر التركيز على الشهيق والزفير أثناء التنفس من الطرق الجيدة لبدء التأمل. عندما تتبادر إلى ذهنك فكرة ما، ركزي إنتباهك مرة أخرى على صدرك ينتفخ ويتنفس وتخيلي وتدًا يثبتك في الأرض في هذا المكان والزمان.
  • وقت مع الطبيعة: ما عليك سوى الإستمتاع بالريح وهي تداعب وجهك والشمس تحرق بشرتك بينما الطيور تغرد في الخلفية. الطبيعة شفاء.
  • وقت لك وحدك: أحب الصمت وإطفاء كل شيء وعدم فعل أي شيء بإستثناء القليل من التأمل الذاتي.

ما الذي ترغبين بضمّه إلى روتينك اليوم؟ باشري بشيء بسيط ونشاط واحد. حاولي مع مرور الوقت الوصول إلى أربعة أنشطة: واحد لكل من الجسم والعقل والعواطف والأوعية الروحية. وكما سترين، فإنها أنشطة مجانية إلى حد كبير. قد تواجهين بعض المقاومة الداخلية أثناء التفكير في العناية الذاتية. راقبي نقدك الداخلي الذي يشكك في عنايتك الذاتية أو يقاومها. قالت مايا أنجيلو ذات مرة: “تم شراء تاجك ودفع ثمنه. ضعيه على رأسك وإرتديه". نعم، أنت تستحقين الرعاية.

Self-Care is the New Empowerment

بدأت ربى، المداوية ومستشارة الإدمان على الأكل، عملية التحوّل في العقل والجسد والروح في ٢٠١٧، مستلهمة من رحلتها الشخصية. تركت مهنة دولية مارستها لمدة عشرين سنة في السياسة العامة والتواصل لتكرّس نفسها بالكامل لدعم الناس وتحسين رفاهيتهم. تعيش ربى في لبنان، وتقدّم جلسات حول التفريغ عن التوتر والإسترخاء، والتنفّس والتخلص من الصدمات، والمعافاة من إدمان الطعام. هي شغوفة بمساعدة الآخرين الذين يعانون من صراعات مماثلة من خلال ما تعلمته من تحسين رفاهها الذاتي.

يمكن التواصل معها عبر:

البريد الإلكتروني: Rouba.chalabi@icloud.com

فيسبوك: Rouba Chalabi

انستغرام: roubachalabi - abstinent.salads

لينكدإن: Rouba Chalabi