Main content

بقلم ليلى بشار الكلوب

خاض الأردنيون/ات  إنتخاباتهم/ن اللامركزية الأولى إلى جانب الإنتخابات البلدية في الخامس عشر من آب العام الماضي، وإعتُبرت تغييرًا سياسيًا هامًا جدًا بعد أن طالب الشباب والمجتمع المدني بتوزيع الضغط السياسي والإقتصادي بشكلٍ متساوٍ بين المحافظات بدل أن يكون متركزًا في العاصمة، كما سمح لأول مرة للمواطنين/ات فوق سن الخامسة والعشرين بالترشح.

إمتلأت الشوارع باللافتات، غير أنّنا في هذا المقال سنسلّط الضوء على وسيلة أخرى أثرت بشكلِ كبير على الدعاية الإنتخابية: فيسبوك.

يملك أربعة ملايين أردني/ة حسابًا على الموقع، بنسبة تصل إلى ٦٦%، حسب إحصائيات ٢٠١٨١، كما كان البلد الأول عالميًا في مؤشر نسبة عدد مستخدمي/ات شبكات التواصل الإجتماعي إلى مستخدمي/ات الإنترنت عام ٢٠١٦٢.

إستغلّت الجهات المؤثّرة في الإنتخابات كالهيئة المستقلة للإنتخاب، والجهات المدنية، والمرشحين/ات المنصة الأشهر في الأردن للوصول للفئة المستهدفة الأهم: الشباب.

وهنا سنركز على حملات المُرشحين/ات فقط، لنفهم كيف أثر إستخدامهم/ن للموقع على المشاركة الشبابية، تحديدًا الفئة العمرية بين ١٨ و٣٠عام، وذلك وفقاً لتعريف الأمم المتحدة، والذين تصل نسبتهم في الأردن إلى ٧٠%٣.

فيسبوك والمشاركة الشبابية في الأردن

أثبتت هذه الفئة من المجتمع الأردني وعيها السياسي في مراحل مختلفة، إلاّ أنّ التحولات السياسية التي شهدها العالم العربي بعد ثورة وسائل التواصل الإجتماعي لم تكن أبدًا كسابقاتها.

إستخدمت الفئة الشبابية هذه المنصات وسيلةً لتنظيم إحتجاجات أو لطرح آراء ومشاركتها، ومن هنا بدأ التفكير بإستخدامها كوسيلةٍ للدعاية الإنتخابية، تكون أقرب ما يمكن إليهم/ن، وتصلهم/ن أينما كانوا، وهذا تمامًا ما كانوا يفتقدونه في تجارب الإنتخابات الماضية، إذا ما إستثنينا الإنتخابات البرلمانية عام ٢٠١٦.

بلغت نسبة مشاركة الشباب في هذه الإنتخابات ٣١% فقد بلغ عدد المقترعين/ات ٤٣١٠٧٨ من أصل ١٣٩٠٣٦٤ ناخب/ة وتتراوح أعمارهم/ن بين ١٧ و٣٠ عام.٤ تهمنا هذه النسبة لأننا نتحدث عن أكبر شريحة في المجتمع، ونطرح هذا البحث ليشكل لدينا فهمًا أوسع لأهمية فيسبوك كمنصة قابلة للتوظيف في الدعاية الإنتخابية بكلفةٍ رمزية وإنتشار واسع.

فإذا ما ربطنا ذلك بأهمية تمكين هذه الفئة وتحفيزها على المشاركة السياسية، نستنتج أنّ فيسبوك أداة يمكن العمل من خلالها، ويمكن إستخدام خصائصها المختلفة للتواصل بشكل أكثر حرفية وتفاعلية مع الفئة المستهدفة.

فيسبوك والمرشحين/ات للإنتخابات المحليّة

إستخدم المرشحون/ات فيسبوك بشكل لافت، بمختلف مناطق ترشحهم/ن، وإستخدموا خصائص الموقع المختلفة، سواء بإطلاق صفحة عامة، أو عبر حساب شخصيّ، إقتصرت منشورات البعض على الكتابة أو مشاركة الصور، في حين أنّ البعض الآخر ذهب لأبعد من ذلك وإستقبل الأسئلة لمناقشتها من خلال خاصية البث المباشر.

رأت المرشحة مي أبو اعداد،٥ عضو مجلس محافظة إربد، أنّ وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت أقرب للناس، خاصة من خلال العدد الكبير للمتابعين/ات والأصدقاء على حسابها الشخصي، إذ "ليس من السهل أن نصل كل بيت" كما تقول، فساعدت هذه الوسيلة الشبان والشابات، عبر تكاتفات من أطراف شبابية مختلفة، يشاركون منشورات بعضهم/ن بهدف الوضول إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

إستخدمت مي الكتابة والصور لأننا حسب تعبيرها "نرى أكثر ما نقرأ"، والبث المباشر سبع مرات تقريبًا- كل أسبوع منذ بداية الحملة - للحوار مع المتابعين/ات حول القانون وإطلاع الناس عليه، وإستخدمت أيضًا صفحات أصدقاءها، فكانت تقوم بحوار مباشر لمدة قصيرة للحديث عن الإنتخابات والمشاركة الشبابية، ونشر هذه المقابلات.

ترى مي أنّ فيسبوك أثّر بشكلٍ إيجابي جدًا على حملتها الإنتخابية، وسهّل وصول المعلومة، "مش ضروري أكون عندهم دائمًا حتى يشوفوني، فالتواصل عبر فيسبوك كان قريبًا وسهلاً للجميع".

عواد الدهيثم،٦ عضو اللامركزية في مدينة الزرقاء، كان من القلائل الذين لم يستخدموا فيسبوك في الإنتخابات، مُعللاً ذلك بكبر سنه وعدم معرفته بالإنترنت بشكل عام، أما فوزه فهو كما يرى أنّ الناس تأتيه وليس هو من يأتيهم، فبالنسبة له قاعدته قوية لأنّ "من يحترم الناس، تحترمه الناس".

إعتمدت أروى الجارحي،٧ أصغر عضو منتخب في الأردن، على فيسبوك بشكل كبير، ولم تكلّف حملتها أكثر من ألف دينار، ركزت على الكتابة والصور ومشاركة البرنامج الإنتخابي تحديدًا على فيسبوك لأنه الأكثر إنتشارًا، وهو ما جعلها تكسب تأييد عدد كبير من المتابعين/ات، وإعتبارها قصة نجاح للفئة الشبابية الأردنية، إذ وصلت إلى المجلس المحلي معتمدةً على موقع التواصل الإجتماعي.

 

 

إسم المرشح/ة المحافظة الإقليم عدد المتابعين/ات عدد الأصوات
مي أبو اعداد اربد الشمال ١٢١٨٣٨ ١٣٠٤٩
عواد الدهيثم الزرقاء الوسط لا يوجد ١٠٣٠١٠
أروى الجارحي العقبة الجنوب ١٠٢٩٠١١* ٦٠٤١٢

* الصفحتين الشخصية والعامة

أثر فيسبوك على مشاركة الشباب في الإنتخابات المحلية

لإيجاد الإجابة من الفئة المعنية نفسها، قمنا بإجراء إستبيان١٣ تضمّن أسئلة مفصّلة. شارك في الإستبيان ١٩٧ شاب وشابة، تتراوح أعمارهم/ن بين ١٨ و٣٠عام، مما يجعل فترة الدقة٦٫٩٪ تقريبًا، ضمن نسبة ٩٥%١٤.

نسب الأسئلة الهامة في الإستبيان:

 

 

٥٩% ممن يعتبرون أنفسهم نشطاء على فيسبوك تابعوا صفحات القوائم والمرشحين.
٥٨.٢ %ممن يعتبرون أنفسهم نشطاء على فيسبوك صوّتوا في الانتخابات.

يعتبر ٦٨% من الفئة الشبابية أنفسهم/ن مهتمون/ات بالسياسة، وهي نسبة عالية، ٧٤% منهم/ن نشطاء على موقع فيسبوك، ٥٩% ممن يعتبرون أنفسهم/ن نشطاء تابعوا صفحات القوائم والمرشحين/ات، ٥٨.٢% منهم/ن صوّتوا في الإنتخابات.

وعلى الرغم من هذا الإهتمام، فنسبة الناشطين/ات مع قائمة أو مرشح/ة معين/ة لم تتجاوز ٢٥%، وهذا مؤشر واضح على ضعف المشاركة، كما أنّ نسبة التصويت الرسمية في الإنتخابات لم تتخط ٣١%.

ملاحظة: النسبة هنا لمن شارك في الاستبيان، النسبة الرسمية بلغت %٣١

أكثر من النصف إعتبر أنّ مُتابعته/ا للموقع لم تؤثر على قرار المشاركة في الإنتخابات المحلية بأي شكل، إلاّ أنّ أكثر من ٦٥% إعتبر أنّ إستخدام القوائم والمرشحين/ات له في الدعاية الإنتخابية كان مُفيدًا.

الإنتخابات المحلية ٢٠١٧ مقابل الإنتخابات النيابية ٢٠١٦
رغم أهمية الإنتخابات المحلية الأولى فإن نسبة المشاركة الشبابية كانت متواضعة، مع أنّ فارق التوقيت بينها وبين الإنتخابات النيابية لم يتعدى عامًا واحدًا.

في الإنتخابات النيابية للعام ٢٠١٦، أجرينا إستبياناً مماثلاً،١٥ نسبة إقتراع الشبان والشابات تراوحت بين ٥٠- ٥٥% و تأثرت بما نسبته ٦٦ إلى ٧٠% بمتابعة الصفحات المختلفة لمحددات الإنتخابات عبر فيسبوك، بيد أنّ المستجيبين/ات أنفسهم/ن رفضوا بنسبة ٥١.٨% إعتبار أن يكون لفيسبوك أيّ أثر على قرارهم/ن، إلاّ أنّ نسبة ٦٨.٥% منهم/ن رأت أنّ توظيف الفيسبوك في الحملات الإنتخابية كان مُفيدًا.

وهي نسبة مقاربة للنتائج هنا، فالأغلبية رأت أنّ إستخدام فيسبوك كان مفيدًا في الحملات الإنتخابية، حتّى لو لم يتمّ إعتباره مؤثراً بشكلٍ مباشرٍ على قرار التصويت.

النتائج

إنخفضت نسبة المشاركة الشبابية بين الإنتخابات المحلية وتلك النيابية ما يقارب ٢٠١٦%، وهي نسبةٌ كبيرةٌ جدًا جعلت المشاركة الشبابية في السياسة ضعيفة بشكل ملحوظ.

إلاّ أنّ إعتبار ٧٤% لأنفسهم/ن ناشطين/ات على فيسبوك يجعله أداةً هامة للدعاية الإنتخابية، خاصةً أنّ ما يقارب ٦٥ إلى ٧٠% يرونه مُفيدًا.

يعتقد ٤٦% من المستجيبين/ات أنّ متابعة الموقع أثرت على قرارهم/نّ في الإنتخابات المحلية، بينما يرى٤٦.٤% إلى ٤٨.٢% ١٧ بأنه أثرّ على قرارهم/ن في الإنتخابات النيابية، وهذا يؤكد لنا إنبثاق أداة جديدة متوفرة وسهلة للجميع يجب ألاّ تُهمل، بل أن تدرس كي يتمّ تطوير نظريات وأدوات أخرى من خلالها، يمُكن أن تشجع الفئة الشبابية لخوض غمار السياسة، حين تصل إليهم المعلومات كاملة، ويشعروا بأنهم جزءُ هامٌ من إختيارها، ويكونوا قادرين على التفاعل معها.

ليلى بشار الكلوب مُنتجة برامج أردنية، حاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني، وعلى درجة البكالوريس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأردنية.

بدأت مسيرتها بالتدوين الرقمي منذ العام ٢٠٠٩، عملت كصحافية حُرة في عدة مواقع إلكترونية عربية وأجنبية منها The Globe Post وموقع الجزيرة بالانجليزية، ناشطة في عدة مجالات أهمها المناظرة إذ تقود نادي حوار ومناظرات السلط منذ العام ٢٠١٥، كما تنتظر روايتها الأولى "آمنتُ بك" الصادرة عن دار أوستن ماكولي للنشر خلال العام القادم.

شاركت في عدة مشاريع شبابية داخل الأردن وخارجها منها برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة في الإمارات العربية المتحدة، وأكاديمية سالزبورغ للإعلام الرقمي في النمسا، وفي ألمانيا مشروعّي التعددية، والدين والسياسة في العالم العربي وأوروبا.

حاصلة على عدة جوائز ومنح محليّة أهمها جائزة مركز دراسات الشرق الأوسط للبحث العلمي للعام٢٠١٧ عن بحثها "دور فيسبوك في مشاركة الشباب في انتخابات المجلس النيابي الثامن عشر، الأردن، ٢٠١٦"، والمركز الخامس في جائزة سواليف للمقال الساخر ٢٠١٧ عن مقالها "ظل حكومة ولا ظل حيطة".

١ جريدة الرأي، "٤ ملايين مستخدم "فيس" في الأردن وبنسبة ٦٦% من السكانhttp://bit.ly/2vFDEtz : ٦ /٣/٢٠١٨

٢ جريدة الغد، "الأردن الأول عالمياً باستخدام شبكات التواصل الإجتماعي"، ٢٠/٤/٢٠١٦http://bit.ly/2KCIyx2

٣ الأمم المتحدة، "لمحة عن الأردن" http://bit.ly/2i6mnFy

٤ الهيئة المُستقلة للإنتخاب، عمّان، ١١/٧/٢٠١٨

٥ مي أبو اعداد، عضو مجلس محافظة، اربد، ٢٦/٧/٢٠١٨

٦ عواد الدهيثم، عضو مجلس محافظة، الزرقاء، ٧/٨/٢٠١٨

٧ أروى الجارحي، عضو مجلس محافظة، العقبة، ٨/٨/٢٠١٨

٨ فيسبوك، الصفحة الشخصية لمي أبو اعداد، ٧ /٨/٢٠١٨http://bit.ly/2AOyOQB

٩ الهيئة المستقلة للإنتخاب، نتائج المرشحين/ات لمجالس المحافظات، http://bit.ly/2OReMbc ، ٧/٨/٢٠١٨

١٠ الهيئة المستقلة للانتخاب، نتائج المرشحين لمجالس المحافظات، http://bit.ly/2OReMbc ، ٧/٨/٢٠١٨

١١ فيسبوك، الصفحة الشخصية لأروى الجارحي، http://bit.ly/2KFs0nR ، ٨/٨/٢٠١٨

١٢ الهيئة المستقلة للانتخاب، نتائج المرشحين لمجالس المحافظات، http://bit.ly/2OReMbc ، ٧/٨/٢٠١٨

١٣ دور فيس بوك في مشاركة الشباب في الانتخابات المحليّة في الأردن ٢٠١٧، http://bit.ly/2JTcmtF

١٤ Survey System, http://bit.ly/2vms8nu , ٧/٨/٢٠١٨

١٥ الكلوب، ليلى، "دور فيسبوك في مشاركة الشباب في إنتخابات المجلس النيابي الثامن عشر الأردن/ ٢٠١٦"، معهد الإعلام الأردني، ٢٠١٦

١٦ الهيئة المستقلة للانتخابات، عمان، ١١/٧/٢٠١٨

١٧ الكلوب، ليلى، "دور فيسبوك في مشاركة الشباب في إنتخابات المجلس النيابي الثامن عشر الأردن/ ٢٠١٦"، معهد الإعلام الأردني، ٢٠١٦

المراجع
أولاً: اللغة العربية:
أ. الدراسات:
الكلوب، ليلى، "دور فيسبوك في مشاركة الشباب في إنتخابات المجلس النيابي الثامن عشر الأردن/ ٢٠١٦"، معهد الإعلام الأردني، ٢٠١٦
ب. الوثائق:
الهيئة المُستقلة للإنتخاب، عمّان، ١١/٧/٢٠١٨
الهيئة المستقلة للإنتخاب، نتائج المرشحين/ات لمجالس المحافظات، http://bit.ly/2OReMbc ، ٧/٨/٢٠١٨
ج. المقابلات:
- مي أبو اعداد، عضو مجلس محافظة، اربد، ٢٦/٧/٢٠١٨
- عواد الدهيثم، عضو مجلس محافظة، الزرقاء، ٧/٨/٢٠١٨
- أروى الجارحي، عضو مجلس محافظة، العقبة، ٨/٨/٢٠١٨
د. المواقع الإلكترونية:
- جريدة الرأي، "٤ ملايين مستخدم "فيس" في الاردن وبنسبة ٦٦% من السكان، http://bit.ly/2vFDEtz : ٦/٣/٢٠١٨
- جريدة الغد، "الأردن الأول عالميا باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي"، http://bit.ly/2KCIyx2 : ٢٠/٤/٢٠١٦
- الأمم المُتحدة، "لمحة عن الأردن"، http://bit.ly/2i6mnFy
- فيسبوك، الصفحة الشخصية لمي أبو اعداد، http://bit.ly/2AOyOQB ، ٧/٨/٢٠١٨
- الهيئة المستقلة للانتخاب، نتائج المرشحين لمجالس المحافظات، http://bit.ly/2OReMbc ، ٧/٨/٢٠١٨
- فيسبوك، الصفحة الشخصية لأروى الجارحي، http://bit.ly/2KFs0nR ، ٨/٨/٢٠١٨
- دور فيسبوك في مشاركة الشباب في الانتخابات المحليّة في الأردن ٢٠١٧، http://bit.ly/2JTcmtF

ثانيًا: اللغة الانجليزية:
A. Websites:
Survey System, http://bit.ly/2vms8nu , ٧/٨/٢٠١٨-